الثلاثاء، يناير 30، 2007

بعدك على بالى

كورنيش المعادي الرابعة ظهرا منذ دقائق انتهى موعد العمل الاول اليوم ولا اعرف ماذا افعل في انتظار الموعد الثانى
الكورنيش مزدحم والسيارات لا تمر والحقيبة تثقل كتفي الايمن احاول اجراء مكالمة من هاتفى المحمول ولكن لا احد يرد
لابد ان اتحدث الى النجمة السينمائية المشهورة التى لا ترد على رقمى ولا تقرأ السيناريو ولا تتوقف عن مجاملتى ومعاملتى بحنو واضح
نقلت حقيبتي الى كتفى الايسر وقفزت في ميكروباص مسرع متجه الى ميدان التحرير وتجاهلت هاتفى المحمول
في الميكروباص المزدحم شعرت فجاة برغبة عاتية في التدخين يبدو انها طريقة جهازى العصبي في التنفيس عن الضغوط
رن الهاتف بصوت فيروز يصدح بعدك على بالى اسرعت للرد ترى وافقت النجمة المشهورة على العمل معى ترى قرأت السيناريو المجنون
نظرت الى شاشة الهاتف يا الله صورتها واسمها وصوت فيروز اشتدت رغبتي في التدخين
اليوم عيد ميلادها منذ ايام تلقيت منها مكالمة مفاجئة التقينا بعدها لساعة ودارينا لساعة رغبتنا الحارقة في التقيبل والعناق وقبل ان نفترق كدنا ان نفعلها في الطريق
في المساء قاومت رغبتى في ان اتصل بها وارسلت رسالة
مبسوط عشان شوفتك وحشتينى تانى
ولم اتلقى رد ... كان هذا منذ ثلاثة ايام
البارحة كنا نشاهد فيلم سائق التاكسي لسكورسيزى انا وصديقى احمد وما ان تخطت الساعة الثانية عشر ارسلت لها رسالة اخرى
يا .... عيد ميلاد سعيد يا .... اموووووووووووووووووووووووووووووووووووو
ولم اتلقى اي رد
الميكروباص مزدحم رغبتى في التدخين تشتد والطريق متوقف وفيروز تغنى بعدك على بالى وصورتها على شاشة المحمول في وجهى تبتسم
الو كان صوتى متحفظا ورغم ما بذلت من جهد اكتشفت توترى في الكلمة الاولى
الو يا جميل كان صوتها فرحا منطلقا دافئا وحنونا
ارتبكت وكالعادة تمكنت ان تحتوى ارتباكى بهدوء ودون ان تبذل ادنى جهد
فجأة كأن خصامنا لم يطل فجاة كاننا كما كنا فجأة ترغبنى وتدللنى وتتوقف عن المراوغة المعتادة وتصارحنى
فجأة كان شيئا لم يكن نسيت استيائي وارتيابى والمى
نتقابل في التكعيبة كمان نص ساعة
تكعيبة يوم عيد ميلادك نتقابل في جروبى
نصف ساعة فقط ونلتقى
احا برضوا بتوحشنى
لابد ان اشتري هدية عيد ميلادها قبل ان القاها الشارع متوقف عن الحركة تماما تلقيت مكالمة هاتفية من صديقى احمد
انت فين انا على الندوة
حعدي عليك بس انا عندى معاد دلوقتى
هبطت من الميكروباص اشعلت سيجارة وعلقت الحقيبة في كتفي الايسر وسرت مسرعا باتجاه ميدان التحرير
الحقيبة ثقيلة وميدان باب اللوق بعيد عن محل الفضيات
التقيت احمد وتحدثنا قليلا عن العمل احتسيت قهوتى باسرع ما يمكن ومضيت
الان كتفى الايسر يؤلمنى وسجائري نفدت علقت الحقيبة بكتفى الايمن واتجهت الى كشك السجائر
علبة روسمان ازرق لوسمحت
اشعلت سيجارة وعبرت الطريق محل الفضيات مغلق
القيت السيجارة وعبرت الطريق نظرت الى الساعة تأخرت اسرعت الخطى نحو محل فضيات اخر اسعاره اكثر ارتفاعا
من فضلك بكام العقد ده
ذوقك حلو يا بية ده بالوزن حضرتك اوزنهولك
اوزن
وضعت القلادة الفضية الجميلة في كيس قطيفة احمر سخيف واسرعت الى جروبي
دخلت جروبي وبحثت عن وجهها بين الموائد لم اجدها فجلست التقط انفاسي
نظرت الى الساعة تأخرت عليها عشرين دقيقة .. وبدأت الهواجس
ربما تكون ضجرت فمضت
ربما تكون متعجلة لانها مرتبطة بمواعيد كثيرة واضطرت الى الانصراف
ربما ذهبت لتتصل بي لانها لاتملك بهاتفها رصيد
ربما غضبت
اعرف هذه الحالة ولا اعيرها التفاتا
انتظرت دقائق ثم ضجرت فبدأت ممارسة العاب الانتظار
راقبت الوجوه من حولى ربما يشغلنى احد رواد الكافيتريا حتى تحضر .. ربما كنت سعيد الحظ وكان بين الرواد امرأة جميلة
ولم يرقنى ايهم
اذا اشعلت سيجارة ستحضر قبل ان تنتهى السيجارة
نفد الثقاب
اذا اتصلت بها الان لن ترد وبعد قليل ستعبر المدخل وتعانقني
اتصلت بها وعيناى معلقتان بمدخل الكافيتريا فلم ترد بعد قليل عبرت المدخل وعانقتنى وكان عناقنا حارا
كانت جميلة ترتدى ثيابا لا تليق بالحظة الجميلة التى نعيشها اردت ان البسها القلادة ولسبب لا ادريه لم افعل كنا نرغب في العناق وتبادل القبل لكن المكان لا يسمح بتبادل القبلات الحارة فضحكنا
طلبنا ايس كريم وعصائر
عادة اطلب قهوة او بيرة لم اطلب عصائر منذ ما يزيد عن سنوات
تحدثنا بصراحة للمرة الاولى
تحدثنا عن مشاعرنا رغباتنا الضغوط والظروف وقانون الثالث المرفوع كان الحديث مؤلما وفجا بعض الشيء ليست الكلمات نفسها ولكن الحوار باكمله لم يكن رقيق بما فيه الكفاية
الايس كريم يذوب
هاتفها لا يتوقف عن الرنين
انا وهي نريد التدخين ولا نملك ثقاب او ولاعة
هاتفي لا يتوقف عن الرنين
امسكت يدى بحنان وبرقة بكت
انت لية سايبنى براحتى اوى
عشان ما ينفعش اخنقك
بكت مرة اخرى
مش حشوفك كتير ومش حتكلمنى ولما حشوفك مش حتبقى انت
ارغب في التدخين ولا املك ثقاب
انا لما بكلمك كل تلات ايام ببقى ماسكة نفسي بقالى يومين
لا ارى احدا من رواد المكان يدخن ترى من منهم لديه ثقاب
انا اول مرة احس كدة ومش عايزة ده يخلص بس خايفة ومش حينفع اكمل انت فاهمنى
لا انتى عايزة اية
تريد ان نبقى اصدقاء وتعرف انه لن يكون وانها تراوغ واننى متعب واننا ننزلق .. على اي حال لها ما تريد
كل سنة وانتى طيبة
اعطيتها القلادة الفضية
حشوفك يوم الخميس
ابتسمت برقة وصمت
مش حتيجى ..
ترقرقت عيناها بدموع اسرعت ودارتها في صدري عانقتنى بشدة ومضت
لم اعرف ماذا افعل
جلست اراقب الايس كريم الذائب في الطبق عاودتنى رغبتى في التدخين وشعرت بكتفى الايمن يؤلمنى





6 تعليقات:

Blogger yara يقول...

جميل ومش فاكرة حاجة تانية عشان اقولها على حاجة بتعجبنى اوى كده
بس ممكن اقولك انى معاك من دلوقتى
تحياتى واحترامى

11:25 ص  
Blogger Ahmed Rashwan يقول...

النفس لما يطول يا كوكو
بقالي كتير مقرتش لك تدوينة طويلة نسبيا
تلخيص الحياة والمواقف في أسطر قليلة
ربما لأننا نستهلك الكلام في العمل وجلسات المقاهي
خلاص مبقاش فيه نفس :)
عجبتني أوي تفاصيل نقل الحقيبة من الذراع الأيمن للأيسر ، وتفاصيل ألعاب الإنتظار ، والرغبة في التدخين دون وجود ثقاب أو ولاعة
يلا يا كوكو ، شد يا جميل ، عاوزين نشوف قانون الطيران

3:19 ص  
Blogger مراكب ورق يقول...

يارا
ممكن اقولك متشكر على التحية الرقيقة وياريت تخليكي معايا
فيلم 69
الذراع الايمن واليسر اتخدلوا من التعب خلاص يا احمد وفعلا ما بقاش فية نفس
الواحد حاسس انه عايش خمسين في المية حى بس
متشكر على وجودك جنبي دايما في الحزن والفرح

9:52 ص  
Blogger i love you يقول...

حلوة

6:48 ص  
Blogger مراكب ورق يقول...

سيجارة
الله يخليكي

7:34 ص  
Blogger Bassma يقول...

تعليقي متأخر اوي .. مش عارفة اذا بتحسب للتعليقات وقت و بعدها تكون غير صالحة للتناول ..
عجبني النص
باتمناك تكون سعيد .. السعادة مش بالكيلو بس محتمل تكون لحظات جنب بعض لما نرصها يطلع عقد فضه بديع مثلا ..
تحياتي للجميله ..

12:30 ص  

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية